الأحد، 4 مارس 2012

حتى نكون متفائلين لنكن أصحاب رؤية واضحة .


     عندما نفكر في أشخاص نعرفهم يشعرون بالاكتئاب والتشاؤم أو التطير ، فسنجد أنهم أناس يعيشون بدون رؤية واضحة لحياتهم ، أي أنهم لا يعرفون ما يريدونه بالضبط، بينما الأشخاص الذين يعيشون رؤاهم ويحولون رؤاهم إلى أهداف نجدهم يشعرون بقدر كبير من التفاؤل .
     وكلما كان طموحنا أكبر ،  زاد التزامنا وسعينا لتحقيقه . الرؤية الحقيقية تكون متطورة ونامية ، وقابلة للارتقاء والامتداد لتلاحق طموحنا ، دون أن تصل إلى نهاية مغلقة .
      ولنعلم أن هناك أناساً سيحاولون إقناعنا بالتخلي عن رؤانا ، وبأنه من غير الممكن تحقيق تلك الرؤية ، وسيكون هناك آخرون يضحكون منا ، ويحاولون النزول بنا إلى مستواهم . مونتي روبرتس يسمي هؤلاء الناس " سارقوا الأحلام " فلا تنصت إليهم .
     (فعندما كان مونتي طالباً في المدرسة العليا، أعطى المدرس طلاب الصف مهمة الكتابة عما يرغبون عندما يكبرون . كتب مونتي أنه يرغب في امتلاك مزرعة على مساحة هائلة من الأرض يربي فيها العديد من خيول السباقات . أعطاه المدرس درجة ضعيف جداً وبرر ذلك بأن الدرجة تعكس اعتقاده بأن الهدف كان بعيداً عن الواقعية. فما من غلام فقير يعيش في البر على ظهر شاحنة يمكنه بأي حال من الأحوال أن يجمع مالا يكفي لشراء مزرعة على مساحة هائلة من الأرض ، وشراء الخيول وأدواتها ومتطلبات تربيتها ، وأيضا دفع أجور العاملين في المزرعة . وعندما عرض المدرس على مونتي فرصة إعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى ، قال له مونتي :" احتفظ أنت بالدرجة ، وسأحتفظ أنا بحلمي ". واليوم أصبح مونتي يمتلك مزرعته المقامة على مساحات شاسعة من الأرض في كاليفورنيا ، ويربي خيل السباق ويدرب المئات من مدربي الخيول عند اختيارهم للانضمام لمدربي خيوله . لأنه فقط لم يدع أحداً يسرق حلمه ... !!).
Accolades: قصة ربيعة الأسلمي     وأفضل من ذلك كله ما جاء في قصة ربيعة الأسلمي رضي الله عنه عندما ترك رعي الأغنام وانتقل لخدمة النبي صلى الله عليه و سلم يقول : (كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتى يصلي رسول الله صلى الله عليه و سلم العشاء الآخرة فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول لعلها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه و سلم حاجة فما أزال أسمعه يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم سبحان الله سبحان الله سبحان الله وبحمده حتى أمل فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد قال فقال لي يوما لما يرى من خفتي وخدمتي إياه سلني يا ربيعة أعطك قال فقلت انظر في أمري يا رسول الله ثم أعلمك ذلك قال ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة وأن لي فيها رزقا سيكفيني ويأتيني قال فقلت أسال رسول الله صلى الله عليه و سلم لآخرتي فإنه من الله عز وجل بالمنزل الذي هو به قال فجئت فقال ما فعلت يا ربيعة قال فقلت نعم يا رسول الله أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار قال فقال من أمرك بهذا يا ربيعة قال فقلت لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا سيأتيني فقلت أسال رسول الله صلى الله عليه و سلم لآخرتي قال فصمت رسول الله صلى الله عليه و سلم طويلا ثم قال لي إني فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود)( حسنه الألباني رحمه الله في إرواء الغليل (2/208).
    إن إحساسنا برؤية مستقبلية متفائلة يزيل عنا كل عقبة وصعوبة ألم لتحقيقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق