الأحد، 4 مارس 2012

التشاؤم في عصرنا :


فنرى من يتشاءم في عصرنا الحديث من الرقم (13) ثلاثة عشر، ففي بعض المباني لا يوجد الدور الثالث عشر، بينما يوجد الدور الثاني عشر ثم الرابع عشر مباشرة، وكذلك عندهم في بعض المستشفيات لا يوجد غرفة رقم ثلاثة عشر؛ تشاؤُمًا من هذا الرقم
ويوجد كذلك من يتشاءم بصوت الإسعاف أو صوت سيارات الإطفاء أو الشرطة أو غيرها، ويوجد من يتشاءم من بعض الألوان كاللون الأحمر والأسود، ويوجد كذلك في القنوات الفضائية والمجلات وبعض الإذاعات ما يسمّى بالأبراج، وفيها أيام نحس، وأيام سعد، وأيام النحس في هذا البرج هي نفس أيام السعد في ذلك البرج، ومن ولد في هذا اليوم من البرج فهو سعيد، ومن ولد في ذلك البرج فهو منحوس .
ومنهم من يتشاءم بشهر شوال ، ولا سيما في النكاح ، وقد نقضت عائشة رضي الله عنها هذا التشاؤم ، بأنه صلى الله عليه و سلم عقد عليها  وبنى بها في شهر شوال ؛ فكانت تقول : " أيكن كان أحظى عنده مني "(اخرجه مسلم،في النكاح،باب التزوج في شوال،2/1039)
ومنهم من يتشاءم بشهر صفر ، ويقولون : لو عمل فيه الإنسان أي عمل : زواج أو ولد له أو سافر فإنه لا يوفق ، وهذا أيضاً باطل ، ولهذا صار بعض الناس يقابل البدعة ببدعة ، يسمي صفر : "صفر الخير" .
وأيضا يوجد من بعض الناس من لا يسمي ولده الجديد باسم الولد الذي قد مات مخافة أن يموت مثلَ أخيه، وهذا من التشاؤم المنهي عنه.
التشاؤم بالحيوانات و النباتات:
ومن ذلك أيضاً التشاؤم بالحيوانات، كالقطط السود والكلاب السود.. أو غيرها، أو بالنباتات كما كان العرب يتشاءمون بالسفرجل أو بالسوسن، أو كما يتشاءمون من الأعور أو الأعرج .. أو غيرهم.
التشاؤم بالاسماء:
 
وكذلك أيضاً التشاؤم من الأسماء؛ كما يقال عن ابن الرومي أنه جاءه غلام يدعوه فقال: ما اسمك؟ فقال: إقبال. فتشاءم وقال لا أذهب.
قالوا له: لم؟ قال: لأن نقيض اسم إقبــال وعكـــســــــــه : لا بقاء!
وكذلك أيضاً التشاؤم من الأجواء وأحوال الطقس.    
     قال : السماءُ كئيبـــــةٌ وتَجَهَّمـــــــــا
                              قلت : ابتسم، يكفي التجهمُ في السما
ويقول آخر :
     وفوقي سحاب يمطر الهم والأسى   
                                       وتحتــــــي بحــــــار بالأسى تتدفــــق
ويقول آخر :
      فثوبي مثل شَعري مثل حظــــــــي     
                                    ســـــــوادٌ في سَــــــــوادٍ في ســـــــــــواد
وكذلك التشاؤم من الأحلام التي يرونها في المنام؛ فتسيطر على يقظتهم وتؤثر في نفسياتهم وفي قراراتهم.
     وكذلك أيضاً التشاؤم من العقبات والعوائق التي قد تعترض طريقهم؛ فإذا وجد الإنسان مشكلةً في بداية عمله أو دراسته أو حياته الزوجية أو سكنه في المنزل الجديد أو علاقته الشخصية مع فلان أو فلان؛ تشاءم منها وظن أن الطريق كله طريق شائك شاق ونسب الأمر إلى حسد أو عين أو سحر وأي خلاص أو سعادة لإنسان يحس بأن الشر ممنوح له ينتظره في كل مكان!.
     وكذلك بعض الناس إذا حاول الأمر مرة بعد أخرى تشاءم بأنه لن ينجح فيه فيتركه ، وهذا خطأ ؛ فكل شيء ترى فيه المصلحة؛ فلا تتقاعس عنه من أول محاولة.
ولا شك أن هذا كله من التطير المنهي عنه شرعاً كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: (( الطيرة شرك ))( رواه أحمد (4194) ، وأبو داود (3910) ، والترمذي (1614) وابن ماجه (3538) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق