الأحد، 4 مارس 2012

لماذا الحديث عن التفاؤل


تمرين : قبل أن أبدأ بالحديث عن : (لماذا أكون متفائلاً) لنكتب (5)خمسة أسباب تجعلنا متفائلين ؟
1)
2)
3)
4)
5)
·   في التفاؤل اقتداءٌ بالسنة المطهرة وأخذ بالأسوة الحسنة حيث كان المصطفى صلى الله عليه و سلم يتفاءل في حروبه وغزواته. وكان النبي صلى الله عليه و سلم يعجبه التفاؤل فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ((كان النبي صلى الله عليه و سلم يُعجبهُ الفأل الحسن ، ويكره الطيرة)) (ابن ماجه (3536) وفي الزوائد : إسناده صحيح ورجاله ثقات)
·   لأن المتفائل يحسن الظنَّ بالله، والله عز وجلّ بيده مقادير الأمور، يقول الحليمي : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال)(فتح الباري (10/226)
·   أن التفاؤل يعين على تحسين الصحة العقلية؛ فالمتفائل يرى الأشياء كما هي جميلة؛ فيفكر باعتدال ويبحث عن الحلول ويحصد الأرباح والمكاسب بعيداً عن سيطرة الوهم والخوف والتشاؤم.
·   التفاؤل يعين على تحسين الصحة النفسية؛ فالمتفائل مشرق الوجه سعيد يأكل ويشرب وينام ويستمتع ويسافر ويشاهد ويسمع ويبتسم ويضحك وَيجِدُّ دون أن يمنعه من ذلك شعور عابر من الخوف أو التشاؤم.

وقد ضُرِب مثال لمعرفة المتشائم من المتفائل:
     لو عرض نصف كوب من الماء على المتفائل والمتشائم  لقال المتفائل : "هذا نصف كوب ممتلئ بالماء"، والمتشائم سيقول عنه : "إنه نصف كوب فارغ من الماء"، فالمتشائم معقود الجبين ، ضيق الصدر ، ليس عنده أمل ولا رجاء ولا فرج ، ويرى أن الليل سوف يبقى ، وقاموسه قد امتلأ بالفشل والمرض والموت والإحباط .
·   التفاؤل يعين على تحسين الصحة البدنية؛ فإن النفس تؤثر على الجسد وربما أصبح الإنسان عليلاً من غير علة ويتوقع الأسوأ في كل حال ونفسه مسكونة بهواجس القلق والتشاؤم.
·   التفاؤل يقاوم المرض وقد ثبت طبياً أيضاً أن الذين يعيشون تفاؤلاً هم أقدر من غيرهم على تجاوز الأمراض وحتى الأمراض الخطيرة فلديهم قدرة غريبة على تجاوزها والاستجابة لمحاولات الشفاء كما أنه يعيش مدةً أطول.
      وقد أثبتت الدراسات أن المُعَمَّرين عادةً هم المتفائلون في حياتهم ، وفي نادٍ أقيم في كوبا حضره عدد من المُعَمَّرين الذين تجاوزت أعمارهم مائة وعشرين سنة؛ تبين أن هؤلاء جميعاً تلقوا الحياة بقدر من التفاؤل.
   أَيُّهَذا الشاكي وما بك داء       كن جميلاً تر الوجود جميلا
·        التفاؤل يدفع الإنسان لتجاوز المحن، ويحفزه للعمل، ويورثه طمأنينة النفس وراحة القلب.
·        المتفائل يفسر الأزمات تفسيراً إيجابياً ، بينما المتشائم واليائس والغير متفائل يميل إلى التفكير بالطريقة السيئة .
·   المتفائل يتحدث بطريقة متفائلة وينظر إلى الجانب المشرق من المصيبة ويتلمح أجرها وأنها أسهل من غيرها، بينما المتشائم واليائس يتحدث  بلغة الجانب المظلم حديثاً ناقداً متشائماً ولا يدفعه يأسه للعمل فلا يقف ضرره على نفسه ، فحديثه مع الآخرين : لا أمل.
·        المتفائلون يتحلون بالمسؤولية الذاتية .
·        المتفائل يرى فرصة في كل صعوبة ، والمتشائم يرى صعوبة في كل فرصة .
·   أن المتفائل يمتلك رؤية واضحة عن حياة مثيرة هادفة و يضع الأهداف الواضحة ويقود صاحبه للنجاح دائماً، يقول ستيفن كوفي في كتابه إدارة الأولويات : ( ويمكن القول بأن الواقع أثبت أن الأفراد والمنظمات التي تضع أهدافاً واضحةً للوصول إليها تحقق نتائج أفضل ، وأنَّ الواقع يثبت أيضاً أن القادرين على وضع الأهداف والقادرين على الوصول إليها يحققون ما يحلمون بالوصول إليه ).
     كان الشيخ أقشمس الدين الذي تولى تربية السلطان محمد الفاتح العثماني – رحمه الله – يأخذ السلطان محمد بيده ويمر به على الساحل ، ويشير إلى أسوار القسطنطينية التي تلوح في الأفق من بعيد شاهقة حصينة، ثم يقول له : أترى هذه المدينة التي تلوح في الأفق ؟ إنها القسطنطينية ، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم أنَّ رجلاً من أمته سيفتحها بجيشه ، ويضمها إلى أمة التوحيد ، قال صلى الله عليه و سلم فيما روي عنه : (( لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ))(التاريخ الكبير للبخاري ، (2/81)، وقد ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (2/268).
    ومازال الشيخ بالصبي يريه المدينة ويكرر على مسامعه ذلك الحديث الشريف ويشعره ببهجة النصر وعزة الفتح ويزرع التفاؤل في نفسه ، حتى نَمَتْ همة الأمير الصبي وترعرعت في قلبه ، فعقد العزم على أن يجتهد ليكون هو ذلك الفاتح الذي بشَّر به النبي صلى الله عليه و سلم .
     وكان والده السلطان مراد الثاني يصطحبه معه وهو صغير إلى بعض المعارك ، ليعتاد مشاهدة الحرب والطعان ومناظر الجنود في تحركاتهم واستعداداتهم ونزالهم ، وليتعلم قيادة الجيش وفنون القتال عملياً ، حتى إذا ما ولِّي السلطنة وخاض غمار المعارك ، خاضها عن دراية وخبرة .
     ولما شرع السلطان محمد الفاتح في مفاوضة الإمبراطور قسطنطين ليسلمه القسطنطينية ، فلما بلغه رفض الإمبراطور تسليم المدينة ، قال –  رحمه الله – : حسناً .. عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر .
     حاصر السلطان محمد القسطنطينية (51) يوماً ، تعددت خلالها المعارك العنيفة ، وبعدها سقطت المدينة الحصينة التي استعصت على الفاتحين قبله ، سقطت على يدي بطل شاب له من العمر 23 سنة.
¨      أن المتفاءل داخل في نسيج التفكير الإيجابي .
     كل ما سبق من النقاط كانت السبب في اختياري لمادة هذا الكتاب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق