الأحد، 4 مارس 2012

للعقيدة أثر كبير في جعلنا متفائلين


    ففي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)( صحيح سنن  الترمذي للألباني (2/308) ، وعندما يعلم الإنسان أن الأمور مفروغ منها ومكتوبة،لا يحزن، فالله تعالى يقول:} مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ( 22)لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور{(سورة الحديد 22-23)  ، وقال تعالى :{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(سورة التغابن11).
   والذي يؤمـــــن بأن الله حكيـــم لا يُقـــدر شيئــاً إلاّ لحكمـــــة – سواء أدركها الإنسان ذو العقل القاصر أم لم يدركها –فإنه يتقبل الأحداث ويعلم أن فيها خيراً له ، ومن ذلك قصة الخضر مع موسى عليه السلام ، والتي ذُكرت في سورة الكهف ، ففي هذه القصة جرى ضمن أحداثها أن قَتَلَ الخضر غُلاماً فتعجب موسى عليه السلام ، وأنكر عليه قائلاً:{ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا}(سورة الكهف:74)
 فبين له الخضر لاحقاً السبب :{ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا}(سورة الكهف:80-81).
     فالذي ظهر لموسى أن قتل الغلام كان مصيبة من المصائب – وقد يكون هذا ظهر للأبوين أيضاً – بينما الحقيقة أن الله أنزل رحمته على الأبوين ؛ لأنهما مؤمنين يحبهما الله تعالى ، فعلم سبحانه ما هو خيرلهما فقدر قتل الغلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق