الأحد، 4 مارس 2012

إدراك أن كل ما أمرنا الله عز وجل به فهو مما نطيق فعله


¨      إدراك أن كل ما أمرنا الله عز وجل به فهو مما نطيق فعله وهو علينا يسير ولذا فالجميع قادرون على صناعة التفاؤل.
      وصناعة التفاؤل الحقيقي تبدأ من الداخل قال صلى الله عليه و سلم: ((إنما العلم بالتعلم ، و الحلم بالتحلم))( السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله تعالى ، (342)، وعن الحسن البصري – رحمه الله -قال: ( إذا لم تكن حليمًا فَتَحَلَّم، وإذا لم تكن عالمًا فتعلم، فقلما تشبه رجل بقوم إلا كان منهم ).
     وقال الغزالي (المتوفى عام 505هـ) – رحمه الله – في كتابه «إحياء علوم الدين»: (.. من أحب شيئًا أكثر من ذكره، ومَن أكثرَ ذكرَ شيء وإن كان تكلّفًا أحبه، ولا يصدر الأنس إلا من المداومة على المكابدة والتكلّف مدة طويلة حتى يصير التكلف طبعًا. وقد يتكلف الإنسان تناول طعام يستبشعه أولاً، ويكابد أكله، ويواظب عليه، فيصير موافقًا لطبعه حتى لا يصبر عنه، فالنفس معتادة متحملة لما تتكلف... ).
      فوجود قناعة لدينا بضرورة التغيير لنصبح متفائلين، شرط مهم للغاية، وقبلها الرغبة؛ لأن الرغبات الضعيفة تعطي نتائج ضعيفة  فقد يطلب منا الآخرون التغيير، ولكن لن يجبرنا أحد على التغيير ، ومن لا يتغيير من الداخل، لا يتغيير أبداً، كما أن الناس قادرون على تغيير طباعهم السيئة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة من يقومون بتغيير أوضاعهم وسلوكياتهم للأفضل هم 3% فقط وأما بقية الـ 97% فهم من أهل الشكاية.
     ولنكن على ثقة تامة بالله  أننا نملك خزائن كثيرة ومستودعات كبيرة بها من القدرات والطاقات والمواهب ما يؤهلنا أن نصنع الكثير، ولكن معظم الناس يفضلون الاستقرار على التغيير .
     ولا أبالغ إذا قلت: أن كثيرين ممن حولنا يعيشون إحباطاً كبيراً إلى درجة أنهم قد حكموا على أنفسهم بالفشل، لأنهم يرفضون التغيير.
 فقد عشت سنوات طويلة في دور الملاحظة الاجتماعية ، وفي دور الأيتام ، ودور التوجيه الاجتماعية  ، وقابلت مئاتٍ بل آلافاً من نزلاء الإصلاحيات ، وتحدثت مع كثير من الشباب ، وكثير منهم يرفض التغيير ويعيش في أجواء مظلمة يرفض أن يرى ضوء الشمس ونور القمر .
     بل حتى عندما كنت أقدم الاستشارات للآباء والأمهات في تعاملهم مع أبنائهم – المراهقين منهم خاصة – كنت ألمس أنهم يريدون العصا السحرية والتي تنقل أبناءهم من محبطين إلى متفائلين ويرفضون تغيير أنفسهم ابتداء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق