الأحد، 4 مارس 2012

التطير في الجاهلية:


كان التطير موجودا عند بعض العرب في الجاهلية ، فقد كانوا يتشاءمون، فينفرون الظباء والطيور، فإن أخذت ذات اليمين تبركوا بها ومضوا في سفرهم وحوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها، فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم، فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير بنفع ولا ضر، فهذا معنى قوله صلى الله عليه و سلم: (( لا طيرة )).
وقد أخرج الطبري عن عكرمة قال: كنت عند ابن عباس فمر طائر فصاح، فقال رجل: خير خير، فقال ابن عباس: ( ما عند هذا لا خير ولا شر ).
وكذلك كان عند العرب الاستقسام بالأزلام ، والأزلام قداح كانت العرب في الجاهليَّة تتَّخذها قد كتب في أحدها: "افعل" وفي الثاني: "لا تفعل"، فإذا أراد فعل شيء استقسم بها، وذلك بأن يلقيها، فإن خرج السهم الذي فيه "افعل" أقدم على الفعل، وإن خرج السهم الذي فيه "لا تفعل" امتنع منه، ومن هذا الباب ما قد يكون بالخط، وقد يكون بقرعة وأنواعها كثير، وقد يكون بالنظر في النجوم. فجاء الشرع برفع ذلك كله.
     ولم تكن كل العرب تعتقد هذا وتقول به . قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ( ومنهم من أنكرها بعقله ، وأبطل تأثيرها بنظره، وذم من اغتر بها واعتمد عليها ، وتوهم تأثيرها ، فمنهم المرقش حيث يقول :
     ولقـد غــــدوت وكـــــنـت لا                 أغدو على واق وحاتم
     فإذا الأشائـــم كالأيامـــن                     والأيامـن كالأشائــم
     وكـــــــذاك لا خــــــيــــــــر ولا             شر على أحــد بدائـــــم
     لا يمنعنـــــك مــــن بغــــــاء                 الخير تعقاد التمائـــم
     قد خُطَّ ذلك في السطور                      الأولــــيـــات الــقـــدائــم
وقال الكميت :
 وما أنا ممن يزجر الطير همه         أطــار غـــراب أم تعــرض ثعلــب
ولا السانحات البارحات عشية           أمر سليم القرن أم مر أعضب )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق