الأحد، 4 مارس 2012

حكم التفاؤل والتطير

     في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل قالوا: وما الفأل قال : كلمة طيبة )) (البخاري (5776) ومسلم (2224).)، فـ" الكلمة الطيبة " تعجبه صلى الله عليه و سلم ؛ لما فيها من إدخال السرور على النفس والانبساط، والمضي قدماً لما يسعى إليه الإنسان، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم كان في غزوة الحديبية وكانت قريش تراسله ، فأرسلوا إليه في النهاية سهيل بن عمرو ، فلما أقبل، قال النبي صلى الله عليه و سلم : هذا سهيل بن عمرو وما أراه إلا قد سهل أمركم ، أو كلمة نحوها ، فتفاءل بالاسم.
      وَالتَّطَيُّر هو التشاؤم بالطيور ، والأسماء، والألفاظ ، والبقاع ، والأشخاص ، وأصله الشيء المكروه من قولٍ أو فعل أو غيره، وقيل التشاؤم  بمرئي كان أو مسموع أو معلوم ، زماناً كان أو مكاناً، وهذا أشمل ؛ فيشمل ما لا يرى ولا يسمع كالتطير بالزمان.
     وأصل التطير : التشاؤم، لكنه أضيف إلى الطير ؛ لأن العرب في الجاهلية يتشاءمون بالطيور فغلب الاسم على كل تشاؤم  ، فعلقت به ، وإلا فإن تعريفه العام : التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم.
والتشاؤم بالمرئي مثلاً: لو رأى طيراً فتشاءم لكونه موحشاً
والتشاؤم بالمسموع مثلاً : مَن همَّ بأمر فسمع أحداً يقول لآخر : يا خسران ، أو يا خائب ؛ فيتشاءم.
       والتشاؤم بالمعلوم مثلاً : التشاؤم ببعض الأيام أو بعض الشهور أو بعض السنوات ؛ فهذه لا ترى ولا تسمع
     والإنسان إذا فتح على نفسه باب التشاؤم؛ ضاقت عليه الدنيا ، وصار يتخيل كل شيء أنه شؤم ، حتى إنه يوجد أناس إذا أصبح وخرج يتخيل كل شيء أنه شؤم.
     وَإِنَّمَا كَانَ صلى الله عليه و سلم يُعْجِبهُ الْفَأْل لأَنَّ التَّشَاؤُم سُوء ظَنّ بِاللَّهِ تَعَالَى بِغَيْرِ سَبَب مُحَقَّق قال تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ} (سورة فصلت:23).
      ثم إن التشاؤم يعذب به صاحبه ويتألم به قبل وقوع أي أمر، فإن بعض الناس قد يجمعون بين المصائب بسبب سوء ظنهم بربهم وتشاؤمهم، وبين الألم والخوف والعذاب قبل وقوع المصائب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق